وسط أجواء روحية مفعمة بالفرح والمسؤولية، بدأ الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، جولته الرعوية بمحافظة المنيا، بتنصيب راعٍ جديد للكنيسة الإنجيلية بشرموخ، ورسامة شيوخ وشمامسة جدد بالكنيسة الإنجيلية بأبوقرقاص البلد. لم تكن الاحتفالات مجرد طقوس كنسية، بل منبرًا لرسائل قوية حول الإيمان الحقيقي في زمن السوشيال ميديا، وكيف تتحول لحظات الضعف إلى قوة عندما يقودها الله.

تنصيب راعٍ جديد في شرموخ  

استهل الدكتور القس أندريه زكي جولته بالمشاركة في احتفال تنصيب القس عادل هابيل راعيًا للكنيسة الإنجيلية بشرموخ، بحضور القس رزق الله نوح، نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، والقس أكرم جودة، رئيس مجمع ملوي الإنجيلي، والدكتور القس بيتر إبراهيم، سكرتير مجمع ملوي.  

قدّم رئيس الطائفة الإنجيلية التهنئة للقس عادل هابيل، متمنيًا له خدمة مثمرة ومباركة، مؤكدًا أن مسؤولية الراعي هي قيادة النفوس إلى حياة أعمق مع الله. كما شهد الاحتفال تكريم القس أيوب سعد راعيًا إكراميًّا للكنيسة، تقديرًا لمسيرته الروحية وخدمته الممتدة، واصفًا إياه بأنه من أعلام سنودس النيل الإنجيلي لما يتميز به من عمق في الخدمة والإيمان والتواضع والمحبة.

 رسامة شيوخ وشمامسة في أبوقرقاص البلد  

واستكمل الدكتور القس أندريه زكي جولته بالمشاركة في حفل رسامة وتنصيب شيوخ وشمامسة جدد بالكنيسة الإنجيلية بأبوقرقاص البلد، بحضور القس عماد بطرس، رئيس مجمع المنيا، والشيخ عادل زكي، نائب رئيس مجمع المنيا الإنجيلي، والقس أمير شحاتة، راعي الكنيسة، إلى جانب عدد من قيادات سنودس النيل الإنجيلي ومجمع مشيخة المنيا الإنجيلي والخدام وشعب الكنيسة.  

جاءت الرسامة كتأكيد على تجديد الدماء في الخدمة، ومنح الكنيسة طاقات جديدة تتحمل مسؤولية الشهادة للمسيح في المجتمع، ضمن رؤية شاملة لتفعيل دور الكنيسة في المنيا.

 رسالة الإيمان

في كلماته خلال الحفلين، شدّد الدكتور القس أندريه زكي على أن قوة الكتاب المقدس تكمن في صدقه وواقعيته، فهو لا يُخفي لحظات الضعف، بل يقدّمها كنقطة انطلاق لعمل الله وتحويل الفشل إلى بداية جديدة. وأكد أن الثقة بالله والالتزام بالإيمان هما الطريق الحقيقي للعبور من لحظات الانكسار إلى القوة، داعيًا الرعاة والخدام الجدد إلى عيش التزام روحي حقيقي، وخدمة الكنيسة بروح المحبة والمسؤولية.  

كما لفت إلى أهمية الإصغاء للناس، قائلاً إن “علينا أن نهتم جيدًا بتساؤلات الناس، ويجب أن نتعلم لكي نرد على تساؤلاتهم”، مؤكدًا أن الفرح الحقيقي ينبع من الروحانية العميقة والصلاة الحية مع الله، وأن الشكر والفرح والصلاة مترابطون في كل ظروف الحياة، سواء في الفرح أو الألم.

تحذير من فخ السوشيال ميديا  

لم يغب عن رسالة رئيس الطائفة الإنجيلية التحذير من تأثير العالم الرقمي على السلام الداخلي، إذ أكد أن “العالم تغير وأصبحت السوشيال ميديا تسرق من حياتنا السلام والفرح والشكر بسبب المقارنات، وتخلق أبطالًا وهميين”. ودعا الحاضرين، خاصة الخدام الجدد، إلى تقديم نموذج مختلف لحياة الإيمان، يحرّر الناس من ضغوط المقارنات ويقودهم إلى فرح نابع من علاقة حقيقية مع الله، لا من صورة زائفة على الشاشة.