مصر اليوم - 11/6/2025 8:27:08 AM - GMT (+2 )
انطلقت في مركز إكسبو الشارقة فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يُقام هذا العام تحت شعار "بينك وبين الكتاب"، بمشاركة واسعة من دور النشر والمؤسسات الثقافية العالمية، وحضور رسمي تقدمه حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، إلى جانب جمهورية اليونان التي تحلّ ضيف شرف على هذه الدورة.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد الشيخ سلطان القاسمي أن المشروع الثقافي في الشارقة يستمد جذوره من تاريخ يمتد إلى قرن من الزمن منذ تأسيس أول مكتبة في الإمارة عام 1925، مشيراً إلى أن العمل الثقافي فيها يقوم على رؤية شاملة تسعى إلى نشر العلم والمعرفة بين أبناء الأمة.
وأعلن القاسمي عن الانتهاء من المرحلة الأولى من "الموسوعة العربية الشاملة"، التي أطلق عليها اسم الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام، موضحاً أن هذه المبادرة تهدف إلى توثيق المعارف والعلوم الإنسانية والشرعية واللغوية، والتعريف بأعلام الفكر والعلم من مختلف العصور.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من المشروع، المقرر إنجازها في نوفمبر 2026، ستتضمن استكمال العمل في مجالات العلوم الإنسانية، على أن تتبعها مرحلتان أخريان حتى تكتمل الموسوعة في عام 2028، لتكون أكبر مرجع علمي وثقافي باللغة العربية يوثّق مسيرة الحضارة العربية والإسلامية.
وختم القاسمي كلمته بالتأكيد على أهمية ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية والحضارية، قائلاً: "نريد أن نُعرّف أبناءنا بتاريخ أجدادهم وعلمائهم وشعرائهم، وأن نقدّم للعلماء والمثقفين موسوعة علمية موثقة يستقون منها المعرفة."
وفي كلمته، أوضح أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المعرض حافظ على تصدّره المركز الأول عالمياً بين معارض الكتب من حيث عدد المشاركين وتنوّع برامجه الثقافية على مدى خمسة أعوام متتالية، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يعكس الدعم المستمر من حاكم الشارقة ورؤيته الرائدة في جعل الثقافة محوراً للتنمية.
أما كلمة ضيف الشرف فقد ألقاها جايسون فوتيلاس، نائب وزير الثقافة في جمهورية اليونان، الذي عبّر عن اعتزاز بلاده بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير، مؤكداً عمق الروابط التاريخية بين الحضارتين العربية واليونانية التي تبادلت التأثير والإلهام في مجالات الفلسفة والآداب والعلوم. وأضاف: "الثقافة هي أقصر طريق بين قلبٍ وآخر، ومشاركتنا في المعرض تعكس رغبتنا في الحوار والانفتاح على العالم."
وشهد حفل الافتتاح تكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي بوصفه "شخصية العام الثقافية"، تقديراً لإسهاماته الأدبية والمسرحية، كما كُرّم المترجم التشيكي أوندجي برانك الفائز بجائزة "ترجمان" عن ترجمته لكتاب رسالة ابن فضلان من العربية إلى التشيكية.
وقال سلماوي في كلمته بعد التكريم: "الشارقة لم تكرّمني فحسب، بل كرّمت كل المثقفين العرب عندما جعلت من الكتاب محوراً لنهضتها الثقافية، واحتفت بالمعرفة والتراث عبر المعارض والمتاحف والمؤتمرات."
ويستمر المعرض حتى 16 نوفمبر الجاري، متضمناً مئات الفعاليات الثقافية والأدبية، وورش العمل وحفلات توقيع الكتب، إلى جانب برامج حوارية تجمع بين مفكرين وأدباء من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل من الشارقة مجدداً منصة عالمية للاحتفاء بالكتاب والثقافة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إقرأ المزيد


