استضافت أكاديمية الفنون، اليوم، فعالية ثقافية بمشاركة طلاب جامعة الأزهر وأكاديمية الفنون ووزارة التربية والتعليم، ضمن سلسلة الأنشطة التي تنفذها وزارة الثقافة، لتعزيز الانتماء الوطني والوعي بتاريخ مصر العسكري والحضاري عبر العصور، حيث تضمنت حضور عروض موسيقية وباليه في الكونسرفتوار.

وعقب الجولة، أقيمت ندوة تثقيفية حاضر فيها الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، بعنوان «أضواء على انتصارات الجيش المصري عبر العصور»، وذلك في إطار احتفالات أكتوبر التي تجسد روح النصر والعزة الوطنية.

استهل الدكتور أسامة كلمته بتعريف مفهوم الدولة باعتبارها كيانا سياسيًا منظمًا يقوم على أرض محددة ويضم شعبًا دائم الإقامة يخضع لسلطة ذات سيادة تدير شؤونه الداخلية والخارجية، موضحًا أن الدولة ظاهرة سياسية وقانونية واجتماعية تتكون من ثلاثة أركان رئيسية هي: الإقليم، والسكان، والنظام الحاكم.

وأشار إلى أن مصر تعد أقدم دولة عرفها التاريخ منذ عام ٣٢٠٠ قبل الميلاد، حين وحد الملك مينا (نعرمر) القطرين الشمالي والجنوبي مؤسسًا أول جيش وطني مصري قوي، مؤكدًا أن الجيش المصري ظل عبر العصور رمزًا لبناء الدولة وحمايتها.

وتحدث الدكتور طلعت عن عقيدة الجيش المصري التي تقوم على الدفاع عن الحدود وتأمين الأرض وطرق التجارة، لا على الغزو أو العدوان، مستعرضًا مراحل تطور الجيش منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث.

واستعرض في كلمته عددًا من أهم الانتصارات العسكرية في تاريخ مصر، من بينها: تحرير مصر من الهكسوس بقيادة سقنن رع وكامس وأحمس، معركة مجدو بقيادة تحتمس الثالت، معركة قادش في عهد رمسيس الثاني التي انتهت بأول معاهدة سلام موثقة في التاريخ، معارك الفتح الإسلامي وتطور التنظيم العسكري في العصور الإسلامية، معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي واسترداد القدس، معركة المنصورة وأسر لويس التاسع ملك فرنسا، معركة عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز التي أنهت خطر المغول، بالإضافة إلى إصلاحات محمد على باشا وتأسيس الجيش المصري الحديث على أسس علمية وتنظيمية متقدمة.
واختتم الدكتور أسامة طلعت حديثه بالتأكيد على أن الجيش المصري يواصل مسيرة البطولة والفداء، محافظًا على أمن الوطن واستقراره، ومؤكدًا أن قوة الجيش هي امتداد لتاريخ مصر المجيد وإرادة شعبها العظيم.

وفي ختام الفعالية، عبر الطلاب المشاركون عن فخرهم واعتزازهم بمشاركتهم في هذه الجولة الثقافية التي جمعت بين الفنون والمعرفة والتاريخ، مؤكدين أن روح أكتوبر ستظل رمزًا للوحدة والإصرار والانتصار في وجدان المصريين جميعًا.

إقرأ المزيد