اليوم السابع - 5/2/2025 4:07:06 AM - GMT (+2 )
خلال جلسة حوارية حملت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي كقوّة إبداعية خارقة"، شهد مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 نقاشًا غنيًا حول دور التكنولوجيا فى حياة الأطفال، حيث أجمعت المشارِكات على ضرورة استخدام وسائل التواصل بشكل مسئول، وتحويلها من منصات استهلاكية إلى أدوات تعليمية تعزز القيم وتنمّي الخيال، مؤكدات أهمية الحفاظ على الكتاب الورقي كمصدر أساسي موثوق للمعرفة في ظل التوسع الرقمي.
وشارك في الجلسة التي أقيمت في مركز إكسبو الشارقة كل من الكاتبة الهندية أمريتا غاندي، والكاتبة والصحفية السودانية مناجاة الطيب، والكاتبة العراقية سارة السهيل، وأدارها الإعلامي عبد الكريم حنيف.
وقالت أمريتا غاندي إن الطفل هو المبدع الأول، مشيرة إلى أن الإبداع الذي يقدمه الكبار ما هو إلا امتداد للخيال الفطري لدى الطفل، وتحدثت عن تجربتها الشخصية كأم في التعامل مع المنصات الرقمية، مشددة على أهمية أن يكون استخدام هذه الأدوات مبنيًا على غايات واضحة، لا على الاستهلاك العشوائي، مؤكدة أن التربية لا تكمن في المنع، بل في التوجيه الواعي وتعليم الأطفال فهم المخاطر والتعامل معها.
من جانبها، عبرت مناجاة الطيب عن قلقها من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال وارتباطهم بالقيم الثقافية، مشيرة إلى أن هذه المنصات تستنزف وقتهم وتؤثر على علاقتهم بالكتاب، ودعت إلى إعادة الاعتبار للكتاب الورقي، مؤكدة أنه يظل المصدر الأهم للمعرفة، نظرًا لما يخضع له من مراجعة وتحرير ومساءلة، خلافًا للمحتوى الرقمي الذي يفتقر إلى الرقابة والجودة أحيانًا.
أما الكاتبة سارة السهيل، فرأت أن الذكاء الاصطناعي سبق خيال الطفل، ما يتطلب من صنّاع المحتوى التربوي تطوير أدواتهم وتقديم محتوى قصصي تفاعلي يلامس اهتمامات الطفل وبيئته المعاصرة، ودعت إلى دمج القصص في المناهج الدراسية من خلال تقنيات حديثة، مؤكدة أن التكنولوجيا يمكن أن تكون جسرًا لنقل الأفكار النبيلة إذا ما اقترنت برؤية تربوية وإنسانية واعية.
جانب من الندوة
ووسط تفاعل لافت من طلاب المدارس، استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في قاعة الفكر، لقاءً مميزاً مع صانع المحتوى الهندي الشهير فارون دوجيرالا، الذي قدم جلسة تفاعلية حول الذكاء العاطفي وإدارة الغضب عند الأطفال، في إطار المزج بين التعليم الترفيهي، والسرد القصصي، والوسائط الرقمية التفاعلية.
وعبّر فارون عن سعادته بمشاركته الأولى في المهرجان، مشيراً إلى أن أكثر ما أدهشه هو حماسة الأطفال ورغبتهم الصادقة في تعلّم أدوات جديدة لفهم أنفسهم ومشاعرهم، وقال: "لطالما رغبت في المشاركة بهذا المهرجان المدهش، والأجمل من كل شيء هو رؤية وجوه الأطفال وهم يشاركون بكل حماسة لتعلّم شيء جديد يساعدهم على فهم أنفسهم".
خلال الجلسة، شدد دوجيرالا على أهمية إتاحة الفرصة للأطفال لفهم مشاعرهم والتعامل معها، موضحاً أن الذكاء العاطفي من أهم المهارات الحياتية التي لا تُدرّس غالباً في المدارس، رغم كونها أساسية في بناء شخصية متوازنة. وأضاف: "هدفي أن يخرج كل طفل من هذه الجلسة وهو يحمل أداة واقعية وبسيطة وممتعة يمكنه استخدامها في حياته اليومية عند مواجهة مشاعر قوية.
وقدم فارون شرحاً مبسطاً للعمليات العصبية المرتبطة بالغضب، قائلاً للأطفال: "تخيلوا أن في دماغنا حارساً صغيراً اسمه الأميجدالا، ينطلق عندما يشعر أننا في خطر. عندما نغضب، يرسل هذا الحارس إنذاراً يجعلنا نصرخ أو نتوتر، لكن يمكن تهدئته إذا أخذنا نفساً عميقاً أو عدينا حتى عشرة".
استعرض فارون خلال اللقاء رسوماً متحركة تعليمية، استخدمها كنماذج لتمثيل المشاعر والتصرفات في مواقف الحياة اليومية، مما منح الأطفال أدوات بصرية لفهم مفاهيم مثل إدارة الغضب والتواصل العاطفي.
كما عرض على المشاركين مقتطفات من محتواه المرئي الذي يُتابعه الملايين من الأطفال على المنصات الرقمية، والذي يدمج بين السرد القصصي والتعلم النفسي بطريقة تربوية مشوقة، ليمنح الأطفال تجربة شاملة تربط بين القصص الورقية والمنصات التفاعلية.
من خلال هذه الجلسة، نجح مهرجان الشارقة القرائي للطفل في تقديم نموذج حيّ لتعليم الذكاء العاطفي كجزء من بناء وعي الطفل وشخصيته المتكاملة، بأسلوب عصري يعتمد على المشاركة والخيال، ويواكب ما يحتاجه الطفل اليوم من أدوات لفهم عالمه الداخلي.
فارون دوجيرالا
إقرأ المزيد