الحرب على غزة.. أساطير توراتية تشرعن الإبادة الصهيونية للفلسطينيين
اليوم السابع -

"يجب أن تتذكروا ما فعله عماليق بكم، كما يقول لنا كتابنا المقدس. ونحن نتذكر ذلك بالفعل، ونحن نقاتل بجنودنا الشجعان وفرقنا الذين يقاتلون الآن في غزّة وحولها وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل" بهذه الكلمات حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جنوده في جيش الكيان الصهيوني على ارتكاب أفظع الجرائم في حق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سببا في تكريم شعبكم، سنقاتل معا وسنحقق النصر".

ولما كان قادة الاحتلال يحاولون دائما تثبيت مقولة إن الجيش الإسرائيلي "هو أكثر جيش أخلاقي في العالم"، فقد لجأوا إلى هذه المقولات التوراتية لتسويغ حربهم في غزة واعتبارها "حربا أخلاقية" تهدف إلى إبادة "مجموعة من العصابات التي لا تفهم معنى الإنسانية".

ويبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه، ضد الفلسطينيين وطردهم مما يزعمون أنها أرض إسرائيل أو قتلهم، فليس أمام هؤلاء الأغيار خيار غير الإبادة أو التهجير، وفق معتقداتهم، في كتابه "الجريمة المقدسة"، ذكر الدكتور عصام سخنيني أن خطاب الإبادة الصهيوني استخدم التوراة وأسفارها لشرعنة جرائمه وممارسته في فلسطين.

وفى عددها الصادر لشهري مايو ويونيو عام 2009، نشرت مجلة "مومنت" الأمريكية، وهي مجلة يهودية، حوارًا مثيرًا للجدل مع الحاخام الصهيوني "مانيس فريدمان"، دار الحديث حول الطريقة التى يرى أنها الأنسب لتعامل اليهود فى فلسطين المحتلة مع جيرانهم العرب.

 

وجاء رد "فريدمان" صادمًا وصريحًا، حيث قال: "أنا لا أؤمن بالأخلاقيات الغربية، مثل تجنب قتل المدنيين أو الأطفال، أو الامتناع عن تدمير الأماكن المقدسة، أو عدم القتال في المناسبات الدينية، أو عدم استهداف المقابر، أو الانتظار حتى يبدأ الطرف الآخر بإطلاق النار، الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية، من وجهة نظرى، هى الطريقة اليهودية: دمّروا أماكنهم المقدسة، واقتلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم وحتى ماشيتهم".

 

وبرّر "فريدمان" هذا الطرح بأن هذه الوحشية هي الردع الحقيقي الوحيد الذي يمكن أن يُوقف صمود الفلسطينيين ومقاومتهم المستمرة، مدعيًا أن هذه القيم نابعة من التوراة، وأن اتباعها سيجعل الإسرائيليين بمثابة "نور للأمم" التي تهزمت بسبب التمسك بالأخلاقيات الغربية التي يراها مدمّرة ومن صنع الإنسان.

 

ما كانت العقيدة الاستئصالية القائمة على الأساطير الدينية محصورة فقط في السياسات والقرارات العسكرية، بل تسللت بعمق إلى المنظومة التعليمية في إسرائيل على مدار سنوات الاحتلال. ومن أبرز الأدلة على ذلك، الدراسة اللي أجراها أستاذ علم النفس في جامعة تل أبيب، "جورج تمارين"، على حوالي ألف طالب وطالبة في المدارس الثانوية الإسرائيلية، بهدف فهم مدى تأثير روايات الإبادة المنسوبة لـ"يشوع" على عقولهم.



إقرأ المزيد