مسلسل النص.. حكاية حبشي جرجس صاحب أول إذاعة مصرية
اليوم السابع -

في ختام الحلقة التاسعة من مسلسل "النص" للنجم أحمد أمين، قدّم صنّاع العمل معلومات تاريخية موثقة، هذه المعلومات التاريخية تُشير إلى أنّ قصة المسلسل مستوحاة من أحداث حقيقية وقعت في التاريخ، وفي هذه الحلقة، تمّ التركيز على الدور الذي لعبه الفرنسي جاستون ماسبيرو، مدير مصلحة الآثار المصرية في نهاية القرن التاسع عشر.

حبشي جرجس يعد ضمن أول مؤسسي الإذاعة المصرية، وهو شخصية تاريخية واجب ذكرها عن الحديث عن الإذاعة المصرية، ففي قلب القاهرة، وتحديدًا في وكالة البلح، بدأت قصة ملهمة لرجل مصري شغوف، كان يحمل في جعبته حلمًا كبيرًا، وهو تأسيس الإذاعة المصرية، وهو أحد أسباب تسليط الضوء عليه في مسلسل النص الضوء على دوره الرائد في هذا المجال.

البداية كانت من عام 1992، عندما سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة اللاسلكية، فحينها لم يكن يعلم أن عودته إلى مصر بعد خمس سنوات ستكون بمثابة الشرارة الأولى لانطلاق الإذاعة المصرية.

بدأ حبشي العمل عدة شهور حتى اكتمل حلمه بإنشاء الإذاعة، وكان شريكه سخيا معه، منحه 600 جنيه ليشتري كافة متطلباته لبدء البث، وانطلق البث الأول من غرفة بشارع فؤاد في حي شبرا، حيث منزل إلياس شقال تاجر وكالة البلح وشريك حبشي، وبدأ البث باشتراك نصف ريال للجمهور في مقابل أن يطلب المشترك ما يريد الاستماع إليه في خطاب موقع برقم اشتراكه في الإذاعة، وذاع صيت إذاعة حبشي ووصلت إيراداتهم إلى 10 جنيهات يوميا، وقررا نقل بث الإذاعة إلى شقة جديدة في شارع الجيش بحدائق القبة، لكن بعد فترة شب خلاف بين الشريكين على الإدارة، وطالب إلياس شقال حبشي برد 600 جنيه قيمة مساهمته، ولم يكن حبشي يملك هذا المبلغ، فبحث عن شريك جديد، هو إسماعيل وهبي شقيق الفنان يوسف بك وهبي، والذي دفع الـ 600 جنيه وحل محل شقال، ثم طلبا من د.أحمد فريد الرفاعي مدير المطبوعات لاحقا الإنضمام إليهم فوافق فعلا ومنح حبشي غرفة في منزله بشارع النجوم في حدائق القبة أيضا لتكون مقرا جديدا للإذاعة.

استقدم حبشي مغنين وهو أول من اكتشف فريد الأطرش وأسمهان وقدمهما للجمهورعبر إذاعته، ووظف أنور وجدي في وظيفة مونولوجست، لتقديم مونولوجات دعائية لأصناف الصابون وعلب السجائر، ثم قرر أن يفتتح إذاعته بتلاوة القرآن الكريم واتفق مع الشيخ علي حزين وبدأ البث فعلا، فثار ضده العديد من المشايخ ووصل الأمر للتجمهر تحت مبنى دار الإذاعة في حدائق القبة، وكان اعتراضهم على قراءة القرآن من ميكروفون تبث منه الأغاني، واستطاع حبشي امتصاص غضبهم بإعلانه إشراكهم في إختيار ذوي الأصوات الحسنة لتلاوة القرآن.



إقرأ المزيد