في ذكرى رحيله.. كيف جسد سعد الدين الشاذلي ذكرياته مع حرب فلسطين؟
أخبارك.نت -

02/10 20:06

تمر ذكرى وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي، اليوم 10 فبراير، حيث رحل في فبراير 2011 عن عمر ناهز 89 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

* المولد والنشأة

ولد سعد الدين الشاذلي في قرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية بدلتا النيل، في أبريل عام 1922، وكان والده الحاج الحسيني الشاذلي، أن أحد الأعيان الذين يمتلكون أراضٍ زراعية، وسماه سعدًا على اسم الزعيم المصري سعد زغلول قائد ثورة 1919.

ويعد الشاذلي من الأسماء البارزة في التاريخ العسكري المصري، حيث شغل رئاسة أركان الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.

وتعد حرب فلسطين أول المعارك التي يشارك بها الشاذلي، وتستعرض "الشروق"، أبرز ذكرياته عنها كما ورد بكتاب "الشاذلي.. العسكري الأبيض"، للكاتب مصطفى عبيد.

* من تشريفات القصر إلى نار الحرب

ويحكي سعد الشاذلي، أنه ذهب إلى العقيد حلمي عبد الرحمن قائد الحرس الملكي في ذلك الوقت، وطلب إليه العودة إلى صفوف القوات المسلحة للمشاركة في الحرب، إلا أن عبد الرحمن غضب منه وسخر من فكرة الابتعاد عن الراحة في القصر الملكي وأمره بالانصراف، وفقا لكتاب "الشاذلي.. العسكري الأبيض" لمصطفى عبيد.

ويضيف الكتاب، ومن الجائز أن قائده اعتبره مجنونا لأنه يريد ترك حياة القصور والتشريفات الملكية، ويلقي بنفسه في أتون معركة حامية على أرض خارج الوطن.

وواصل الكتاب: "لكن يبدو أن القدر كان على استعداد لتلبية رغبة الشاذلي؛ إذ لم تمض سوى ساعات قليلة حتى قرر الملك فاروق المشاركة بفرقة من فرق الحرس الملكي في الحرب نوعًا من الاستعراض السياسي، وكانت المشاركة من قبل أفراد الحرس الملكي قائمة على التطوع، وهو ما أسعد الرجل الباحث عن الجهاد، وبالفعل تطوع الملازم أول سعد الدين الشاذلي للقتال في فلسطين".

* سرية الحرس الملكي

ويقول سعد الشاذلي عن تلك المعركة في مذكراته التي نشر بعضا منها أحمد المسلماني: "وقرر الملك أن تشارك سرية من الحرس في الحرب على أن تشكل من المتطوعين، وكنت واحدًا من الذين تطوعوا ضمن هذه السرية الملكية للقتال، وكان من حظي أنني شاركت في معركتين مهمتين هما معركة "دير زنين"، ومعركة" ميت سليم".

ويقيم الشاذلي الحرب: "لم تكن رتبتي وقتها تسمح لي بالإلمام بالموقف العام، وما أراه أن هذه الحرب قد كشفت لنا مدى ضعف التعليم العسكري وتدهور عمليات القتال، كانت دراستنا في الكلية الحربية نظرية، كنا نخوض القتال على الورق، إننا لم نر القنبلة اليدوية في أثناء دراستنا قط، وحين تخرجنا وجدنا أنفسنا في جيوش لا تحوي غير البندقية والرشاش، وفوق ذلك كان الاحتلال جائمًا على صدورنا".

* الأسلحة الفاسدة

ويكمل الشاذلي: "وكان الوضع الدولي في صالح إسرائيل؛ حيث أيدت موسكو وواشنطن قيام إسرائيل منذ اللحظات الأولى، وكانتا هما مصدري التسليح في العالم، من هنا جاء اللجوء إلى السوق السوداء، وهي سوق تبيع مخلفات السلاح بغير ضمان، وكان من بين ذلك ما شقيت بالأسلحة الفاسدة، وقد كانت الأسلحة الفاسدة موجودة ولكنها محدودة للغاية، ولا يمكن أبدًا تحميلها مسار الحرب، وبعض الأخطاء التي وقعت لم تكن نتيجة فساد الأسلحة، ولكن نتيجة عدم المعرفة العسكرية مثل القنابل التي كنا نفاجأ بانفجارها بعد ثلاث ثوانِ لا بعد سبع ثوانِ كما كنا نعرف، وكنا نعتقد حينئذ أن القنبلة فاسدة، وهذا غير صحيح".

* طيران العرب وقصف إسرائيل



إقرأ المزيد